“جنوب إفريقيا تثير قلق العرب في كأس الأمم الأفريقيه”
أكد منتخب جنوب أفريقيا مجددًا أنه يشكل “الكابوس” بالنسبة للمنتخبات العربية في نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، إذ واصل تقديم أداء مميزا في مراحل الإقصاء في البطولة الحالية.
قاد الفريق منافساته بشكل مثير بتحقيقه الفوز على منتخب المغرب يوم الثلاثاء، في إطار منافسات الدور الـ16 للبطولة التي تستضيفها كوت ديفوار.
أنهى منتخب أحفاد الزعيم الجنوب أفريقي الراحل “نيلسون مانديلا” آمال المنتخبات العربية في الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية لعام 2023، حيث قام بتحقيق فوز مفاجئ بنتيجة 2-0 على منتخب المغرب، الذي احتل المركز الرابع في كأس العالم الأخير في قطر 2022.
يعد هذا الانتصار إضافة جديدة إلى سجل جنوب أفريقيا في تحقيق الإنجازات في البطولة، وفي نفس الوقت يُعزز سمعته كفريق صعب التغلب عليه في المراحل الحاسمة.
عاد المنتخب المغربي، الذي كان أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى المربع الذهبي في كأس العالم، إلى تذوق مرارة الخروج من بطولة كأس الأمم الأفريقية على يد منتخب جنوب أفريقيا، يُذكر أن جنوب أفريقيا قد أزاح الأسود الأطلسي من دور الثمانية في نسخة البطولة التي أُقيمت في بوركينا فاسو عام 1998.
كان منتخب المغرب في ذلك الوقت يضم عددًا من النجوم البارزين، بما في ذلك مصطفى حجي الذي فاز بجائزة أفضل لاعب إفريقي في تلك السنة، إضافة إلى صلاح الدين بصير، وعبدالجليل حدا (كماتشو)، ونور الدين نايبت، وسعيد شيبا، وعبدالكريم الحضريوي، تحت قيادة المدرب الفرنسي الراحل هنري ميشيل.
شهدت تلك الفترة مشاركة المغرب في كأس العالم في فرنسا، حيث كان قريبًا جدًا من التأهل للأدوار الإقصائية لولا تفوق منتخب النرويج الذي احتل المركز الثاني بمجموعتهم بفارق نقطة ومنعهم من الاستمرار في المسابقة.
مع انطلاق نسخة 1998 من بطولة كأس الأمم الأفريقية، كان المنتخب المغربي قد أعلن عن قوته بعد تصدره لمجموعته التي ضمت مصر وزامبيا وموزمبيق، ورغم الأمال الكبيرة، إلا أن منتخب جنوب أفريقيا حطم تلك الطموحات بالفوز 2-1، حيث سجل بيني مكارثي وديفيد نياتي هدفين للفائزين، بينما أحرز سعيد شيبا هدف المنتخب المغربي الوحيد.
خلال نفس النسخة، نجح المنتخب المصري في الثأر من خسارة المغرب أمام جنوب أفريقيا، حيث فاز بنتيجة 2-0 في المباراة النهائية ليحقق اللقب للمرة الرابعة في تاريخه.
لم يكن المنتخب المغربي الوحيد العربي الذي واجه مصيراً مماثلاً أمام جنوب أفريقيا، حيث سبق للفريق أن خيب آمال منتخبي الجزائر وتونس في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1996، التي استضافها على أرضه.
في ظهوره الأول بأمم أفريقيا بعد رفع الحظر الذي فُرض على جنوب أفريقيا بسبب سياسة الفصل العنصري، نجح المنتخب في التتويج باللقب قبل 28 عامًا، تحت قيادة المدرب الراحل “كليف باركر”.
خلال مساره في هذه البطولة، تغلب منتخب جنوب أفريقيا، الذي كان يتألق في تلك الفترة بفضل لاعبين مثل دكتور كومالو وجون موشوي ومارك فيش وفيلمون ماسينغا ومارك ويليامز، على المنتخب الجزائري 2-1. سجل مارك فيش وجون موشوي هدفي المنتخب الفائز، فيما أحرز طارق لعزيزي هدف المنتخب الجزائري.
كما منع المنتخب الجنوب أفريقي منتخب تونس من التتويج بلقبه الأول في تلك الفترة، حيث فاز بهدفين دون رد في المباراة النهائية.
قام “مارك ويليامز” بتأديب دور البطولة وسجل هدفين في غضون دقيقتين فقط، حارما نسور قرطاج من تحقيق اللقب الأفريقي للمرة الأولى، وكانت تونس قادرة على الوصول إلى كأس العالم 1998 في فرنسا بفضل هؤلاء النجوم الذين قادوا الفريق.
كان المنتخب المصري، بقيادة نجمه “محمد صلاح”، هداف ليفربول الإنجليزي، يتطلع إلى التتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية للمرة الثامنة، بهدف تعزيز رقمه القياسي كأكثر المنتخبات التي حققت هذا اللقب، وكانت الآمال مرتبطة بالأداء المميز للفريق في كأس العالم في روسيا العام الماضي ووصوله إلى المباراة النهائية في أمم أفريقيا 2017. ومع ذلك، جاءت الأمور بشكل مختلف هذه المرة.
أمام حشد من حوالي 74 ألف مشجع في مصر، خرج الفريق المصري المضيف، الذي ضم مجموعة من النجوم بجانب صلاح، مثل الحارس محمد الشناوي، ومحمد النني، وأحمد المحمدي، ومحمود حسن تريزيجيه، من البطولة مبكرًا بعد خسارته بهدف نظيف أمام جنوب أفريقيا، وسجل ثيمبينكوسي لورش هدف الفوز، وأظهر بيرسي تاو، لاعب الأهلي المصري الحالي، أداءً رائعًا طوال المباراة.
في خضم هذه الخيبة، قرر الاتحاد المصري لكرة القدم إقالة المدرب السابق خافيير أغيري وتقديم استقالته، وذلك بعد لحظات من الخسارة. كانت هذه فترة صعبة للمنتخب المصري وجماهيره.
من الجدير بالذكر أن جنوب أفريقيا خرجت أيضًا من النسخة نفسها بعد هزيمتها 1-2 أمام نيجيريا في دور الثمانية. ورغم ذلك، يستعد المنتخب الجنوب أفريقي لمواجهة منتخب الرأس الأخضر في دور الثمانية الذي سيُقام في ياماسوكرو، وستكون المباراة يوم السبت المقبل ويتطلع الفائز من هذه المواجهة إلى مواجهة الفائز من نيجيريا وأنغولا في الدور قبل النهائي.