تاريخ الطب اليوناني القديم المرض عقاب والشفاء هدية
كتبت: ايمان رضا
في الطب اليوناني القديم كان المرض يعتبر عقاباً، والشفاء يعتبر هدية، لكن بحلول القرن الخامس قبل الميلاد، أصبح التوجه نحو تحديد الأسباب المادية للمرض وليست الروحية، وقل الاعتماد على الخرافات، وفي المقابل اتجه الأطباء نحو البحث العلمي، والبدء بدراسة الجسم، والبحث حول العلاقة بين الأعراض وأسباب المرض، وتجربة نجاح أو فشل عدة أنواع من العلاج، وفي الحقيقة فإن الطب عند اليونان القديمة لا يعتمد فقط على المعرفة، وإنما على عدة عوامل ومعتقدات، مثل التقاليد الاجتماعية، وجنس المريض.
التشخيص والعلاج في الطب اليوناني
استخدم الأطباء طرق التشخيص التي لا تختلف كثيراً عن الطرق المستخدمة في هذا الزمان، والعديد من طرق العلاج المنزلية تشابه التدابير المنزلية التي يوصى باتباعها حالياً، يبدأ التشخيص بالفحص السريري، الذي يتضمن الفحص الجسدي، وتتضح أهمية أبو الطب عند اليونان من خلال اتباع الأطباء توجيهات كتاب أبقراط في التشخيص، وطرق التخلص من المرض.
يعتقد الأطباء اليونانيين بأن العلاج الطبيعي والعشبي هو من أفضل العلاجات، وفيما يلي أمثلة على بعض العلاجات المذكورة في كتاب أبقراط:
أمراض الصدر: تعالج بشرب حساء الشعير، مع الخل والعسل، للتخلص من البلغم.
ألم في الجانب: يعالج في الطب اليوناني بغمس اسفنجة ناعمة في الماء، ووضعها برفق على مكان الألم، وإذا وصل الألم إلى عظمة الترقوة (بالإنجليزية: Collarbone)، فإن الطبيب يسحب الدم بالقرب من المرفق، حتى يصبح لون الدم المتدفق أحمر فاتح.
المزاجات الأربعة في الطب اليوناني
أوجد أبقراط نظرية المزاجات الأربعة في الطب اليوناني القديم، وهي أربع مواد أساسية توجد في جسم الإنسان: العصارة الصفراء، والعصارة السوداء، والدم، والبلغم، وتحدد هذه المزاجات الصحة الجسدية والعقلية لأي شخص، علماً بأنها ترتبط بعناصر الطبيعة الأربعة وهي الأرض والنار والهواء والماء، وقد تحدث بعض التباينات حسب عمر وجنس الشخص.
وتبعاً لهذه النظرية فإن سر الحفاظ على الصحة يكمن بتوازن هذه المزاجات الأربعة، وأي زيادة أو نقص بها قد يشير إلى وجود مرض ما، ويعد الطعام أهم الطرق للحفاظ على هذا التوازن، وفي بعض الحالات فإن الأطباء قد يوصون بتناول دواء مقيئ، أو يقومون بإجراء فتح أحد الأوردة ليسيل دم المريض، بهدف موازنة أي خلل حاصل، وعلى الرغم من أن هذه النظرية تبدو غير غريبة وغير منطقية، إلا أنها في الحقيقة شكلت أولى الخطوات في طريقة ربط الأمراض الجسدية بالبيئة المحيطة بالمريض، وساعدت في وضع أفكار جديدة في علم الأمراض.