- لقد تم إسناد الحملة التي كانت تنوي فرنسا إرسالها إلى مصر ( الحملة الفرنسية) إلى القائد جنرال بونابرت الذي يعد من أهم القواد في العصر الحديث وأعظمهم، وكانت هذه الحملة تتكون من عدد كبير من الجنود والذي يبلغ عددهم تقريباً حوالي 38 ألف جندي فرنسي، كما رافق نابليون عدد من أكفأ الضباط وأمهر العلماء الذين تخصصوا في مجموعة من التخصصات مثل الطب، والهندسة، والتاريخ، والأثار، والكيمياء، والفيزياء، والفن، وما إلى ذلك من العلوم الأخرى.
إنجلترا والحملة الفرنسية
- كانت إنجلترا على علم بكل ما تقوم به فرنسا من مخططات واستعدادات لتجهيز حملة ما، لكنها لم تستطع تحديد الوجهة التي تنوي إرسالها إليها لذلك قامت بتعيين نيلسون أحد قادة أسطولها البحري بملاحقة الحملة وكلفته بمهمة إغراق السفن الفرنسية أو حرقها مهما كانت النتيجة.
- بعد عدد من المراقبات علم نيلسون أن نابليون ينوي الاتجاه إلى مصر وأسرع إليها قبل نابليون ووصل بسفنه إلى مدينة الإسكندرية فألتقى بهم السيد محمد كُريم وعندما سألهم عن سبب مجيئهم أجابوه أنهم جاءوا لمنع الأسطول الفرنسي من دخول الميناء المصري، فقال لهم نحن ليست في حاجة إليكم، فغادروا مدينة الإسكندرية.
الحملة الفرنسية في الإسكندرية
- وبعد مرور ثلاثة أيام من مغادرة الأسطول الإنجليزي للمياه المصرية، وصلت بوادر الجيوش الفرنسية فراسل السيد محمد كريم مراد بك وطالبه بأن يزوده بالقوات والجيوش للتصدي للغزاة، وكانت قد غادرت المياه الفرسية في ميناء طولون في التاسع عشر من مارس 1798 ولم يسير الأسطول في طريق مستقيم حتى يقوم بخداع الأسطول الإنجليزي الذي كان يلاحقه بأمر من الحكومة الإنجليزية إلى أن وصل غلى شواطئ مالطة في شهر يونيو 1798 وقام بالاستيلاء على المدينة ثم رحل عنها.
- وعلى الرغم من محاولات نابليون لتضليل طريق الإنجليز إلا أن نيلسون كان لا يزال يتعقب اثره فتوجه نابليون إلى جزيرة كريت خوفاً من مهاجمتهم له وكان نابليون مدركاً أن الإنجليز لا يزالون يتتبعون خطاه فتعجل بالسير ناحية الإسكندرية.
- انتشرت أخبار وصول الحملة في جميع الأرجاء المصرية فاجتمع الأمراء المماليك واتخذوا بعض القرارات التي كان من أهمها اعتقال القنصل والتجار الفرنسيين والقيام بتجهيز حملة يرأسها مراد بك وقد بلغ عددها ما يقارب 22 ألف جندي وقادهم إلى مدينة الرحمانية، وامروا باقي الجنود بالعسكرة على شواطئ النيل في مدينتي إمبابة وبولاق.
خط سير الحملة إلى القاهرة
- بعد أن استولى نابليون على الإسكندرية بعد مقاومة عنيفة من محمد كريم سار بجيشه صوب مدينة القاهرة.
- ولم تكن طريق الحملة إلى القاهرة سهلاً فقد واجهت الكثير من المقومات ودخلت في عدد من المعارك مع المماليك في الرحمانية ودمنهور وكذلك في شبراخيت إلا أن المماليك لم يستطيعوا الصمود لفترة طويلة أمام الجيش الفرنسي المسلح فتقهقروا إلى القاهرة وعند إمبابة وقعت المعركة اخرى هزم فيها المماليك هزيمة ساحقة وهب كل من إبراهيم بك ومراد بك.