صمود وأمل في قطاع غزة، قصص زواج في زمن الحرب والنزوح
رغم معاناة وألم الحياة داخل مخيمات النزوح في قطاع غزة، يظل الشعب الفلسطيني متمسكًا بأرضه وصامدًا عليها، رافضًا أي محاولات لتهجيره قسريًا. تتناول حكايات وقصص من قطاع غزة قضايا “الحب والحرب”، وعلى الرغم من أن معظمها يحمل طابع الحزن والأسى والانكسار، يظل في نهاية النفق هناك “ضوء أبيض” ينبئ بفرحة ورغبة من الفلسطيني في الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي. ويركزون على الصمود والثبات على الأرض، وزرع بذرة جديدة من “جيل جديد مقاوم” قادر على تحرير الأرض والعيش بحرية دون احتلال.
قصص زواج في ظل الحرب: شبان في مخيمات الإيواء والنزوح يتحدثون عن تحديات الزواج في ظل الظروف الصعبة، حيث يحكي محمد وياسمين قصتهما في زمن الحرب وكيف يبنون مستقبلهما رغم التحديات.
يشير العريس، محمد مدحت عبد العال، إلى أنه اضطر للنزوح من وسط قطاع غزة إلى مدينة رفح جنوب القطاع نتيجة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والقصف العنيف. يوضح أن منزل عائلته تعرض للقصف في بداية الحرب، مما دفعهم إلى اللجوء إلى مستشفى الشفاء الطبي، في اعتقادهم أنه سيكون مأمونًا ولن يتعرض للقصف. ومع استهداف الطائرات الإسرائيلية للمستشفى وجميع المباني المجاورة له، اضطروا للتوجه إلى وادي غزة، وتحديداً إلى مدرسة إيواء دير ياسين جنوب غزة.
أوضح “عبدالعال” أنه كان هناك اتفاق مسبق بينه وبين زوجته قبل اندلاع الحرب، يقضي بالسفر لأداء فريضة العمرة بدلاً من إقامة حفل زفاف. ومع ذلك، تبدد حلمهما بسبب تدمير منزلهما واندلاع الحرب التي حالت دون إمكانية السفر لأداء العمرة. وأضاف قائلاً: “لم يتحقق حلمي بالزواج كأي شاب؛ لذا قررنا الزواج في هذه المدرسة، لأننا لا نمتلك منزلاً، ولا نعرف متى سنتمكن من العودة إلى مناطقنا التي نزحنا منها”.
تحدث الشاب الفلسطيني عن الألم الكبير الذي تكبدوه نتيجة نزوحهم من منزلهم بعد تدميره في وسط قطاع غزة. وأضاف أنهم عاشوا حالة من الألم بسبب فقدان أحبائهم وارتقاء عدد كبير من الشهداء في أسرته وأسرة العروس. ومع ذلك، أكدوا على تمسكهم بتحقيق حلم الزواج في غزة، وفي تعبير عن إصرارهم، قال: “مهما حدث معنا، لن نترك أرضنا، سنظل صامدين ولن نرحل منها أبداً”.
العروس “ياسمين”، ابنة عم محمد عبدالعال، شاركت في الحديث عن تفاصيل حفل الزواج الذي أقيم في مدرسة إيواء للنازحين في رفح الفلسطينية. أكدت أنها كانت تحلم بالزواج كأي فتاة أخرى، ولم تكن تتخيل أبدًا أن تكون زفافها في مدرسة للإيواء. وأضافت بنبرة من الحزن والانكسار: “كسروا فرحتي، ولم أحقق حلمي بالزواج مثل أي فتاة أخرى”.
أوضحت “ياسمين” أن لديها العديد من الأحلام والخطط التي وضعتها لحفل الزفاف، وكان من بينها السفر لأداء العمرة، ولكن لم تتحقق تلك الأحلام بسبب الحرب. في تعبير مقتضب، قالت: “أنا أول فرحة لأهلي لأنني الأكبر، وللأسف دمروا كل شيء ولم يتبقّ لنا أي شيء .. من فضلكم، أوقفوا هذه الحرب المستمرة على غزة”.