رحلت، في ساعات مساء يوم الأحد، والدة الصحفي الفلسطيني “وائل الدحدوح” أثناء تواجدها في قطاع غزة.
ونشرت خلود وائل الدحدوح عبر خاصية “ستوري” على إنستغرام: “فقدنا جدتي، أم والدي، ارحمها الله. نطلب منكم الدعاء لها بالرحمة، والدعاء لوالدي بالصبر والثبات، إن شاء الله. إن لله وإنا إليه راجعون”.
تأتي وفاة والدة الصحفي وائل الدحدوح كخاتمة حزينة لسلسلة من الصدمات الإنسانية المتتالية، بعد استشهاد العديد من أفراد عائلته خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، الذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنات في غلاف غزة.
في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر / تشرين الأول 2023، وخلال تقديم الصحفي وائل الدحدوح لتقرير صحفي حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لصالح قناة الجزيرة، تلقى نبأ مفجع بتعرض منزل العائلة التي نزحت إليه للقصف، وعندما وصل الدحدوح إلى موقع الهجوم، وجد المنزل مدمرًا، وفي ذلك اليوم استشهد ابنه، وابنته، وزوجته، وحفيدته.
على الرغم من الحزن العظيم والصدمة، أبدى وائل الدحدوح استثنائية قوة الروح والصمود في تصريح مؤثر وسط دموعه، قال: “بينتقموا منا في الأولاد؟ معلش، إنا لله وإنا إليه راجعون.. دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار.. وليخسأ جيش الاحتلال”.
وما أثار إعجاب الكثيرين هو استمرار الدحدوح في أداء واجبه الوطني والمهني، إذ عاد في اليوم التالي إلى الشاشة لتغطية أحداث الحرب، مؤكدًا تفانيه وإصراره على تقديم الأخبار رغم الألم والفقدان.
في 15 ديسمبر / كانون الأول 2023، تعرض وائل الدحدوح لإصابات خلال تغطيته لقصف إسرائيلي على مركز إيواء في خان يونس، حيث استهدفته قوات الاحتلال بشكل ممنهج كجزء من استهدافهم للصحفيين، وأصيب الدحدوح بجروح عدة، في حين استشهد زميله الصحفي “سامر أبو دقة” جراء الهجوم.
الصدمة الثالثة حلت في 7 يناير / كانون الثاني 2024، حينما تم استهداف سيارة نجل وائل الدحدوح، الصحفي “حمزة الدحدوح”، وزميله الصحفي “مصطفى ثريا”، من قبل جيش الاحتلال، مما أدى إلى استشهادهما.
في 16 يناير / كانون الثاني 2024، نجحت السلطات المصرية في نقل الصحفي وائل الدحدوح من قطاع غزة إلى مصر، ثم إلى قطر عبر معبر رفح، ليبدأ رحلة علاجه من الإصابات التي ألمت به نتيجة الهجمات في غزة.
كشف وائل الدحدوح عن تطورات حالته الصحية في مقطع فيديو نشرته ابنته خلود على إنستغرام أمس السبت، حيث كان يظهر داخل غرفة العلاج، وقال الدحدوح: “الحمد لله دائماً وأبداً على نعمة الشفاء والعافية. كان من المقرر إجراء عملية محدودة، ولكن الأطباء تفاجئوا بوضع أعقد مما كانوا يتوقعون. الله سبحانه وتعالى منَّ عليهم ومكنهم من إجراء عملية ناجحة استغرقت 9 ساعات.”
وأضاف: “كما يبدو، رحلة العلاج تحتاج إلى فترة طويلة، والله الموفق، ونسألكم الدعاء، ونراكم قريباً جداً على خير إن شاء الله.”
