المحكمة الاقتصادية في مصر أصدرت يوم الثلاثاء حكماً بالسجن لمدة 6 أشهر، وتغريم الرسامة غادة والي بمبلغ 40 ألف جنيه، إضافة إلى كفالة قدرها 10 آلاف جنيه.
جاء هذا الحكم في إطار تهمة سرقة تصميم لوحات الفنان الروسي “جورجي كوراسوف”، واستخدامها في محطة مترو كلية البنات بمنطقة مصر الجديدة في العاصمة القاهرة.
خلال التحقيقات، دافعت غادة والي عن نفسها بالقول إنها تمثل شركة “واليز استديو” وقد عقدت اتفاقاً مع شركة “آر أيه تي بي” المسؤولة عن الترويج للخط الثالث لمترو الأنفاق.
يُشار إلى أن القضية تدور حول اتهامات بانتهاك حقوق الملكية الفكرية واستخدام تصميم دون الحصول على الإذن اللازم من الفنان الروسي.
أشارت غادة والي إلى أنها قامت بتنفيذ خطة دعائية للخط الثالث في مترو الأنفاق، حيث قامت بإنشاء 36 تصميمًا صناعيًا في أربع محطات مختلفة، وأوضحت أن هذه التصميمات كانت إضافية وتم تنفيذها بدون مقابل مالي.
أشارت إلى أن قيمة التعاقد الإجمالية كانت 878 ألفًا و281 جنيهًا، مع التزامها بتنفيذ المهمة خلال فترة تتكون من عامين. وفيما يتعلق بالتصميمات المثيرة للجدل في محطة كلية البنات، أكدت أنها نفذت 7 تصميمات بدلاً من الثلاث التي كانت متفقة عليها في العقد. وأوضحت أن المشكلة نشأت بسبب تنفيذها لتصميمين إضافيين بدون مقابل مالي، بينما كان الاتفاق يشمل فقط 3 تصميمات بمقابل مادي.
ردًا على حكم المحكمة الاقتصادية في القاهرة، أكد “أحمد العطار”، محامي الفنان الروسي جورجي كوراسوف، أن هذا القرار يُعتبر “مرضًيا للجميع”. وأشار إلى أنهم لا يعلقون على الأحكام بشكل إيجابي أو سلبي، ولكنهم يؤكدون أن مصر تعيش في دولة قانون، وتتميز بعدالة القضاء واحترام القوانين.
وأوضح العطار أن هذا الحكم يعتبر تحديًا للفنان الروسي، الذي ظل يثق بالحصول على حقوقه على مدى عام ونصف من التحقيقات.
وأشار إلى أن الفريق القانوني للفنان الروسي يدرس إمكانية المطالبة بتعويض مالي في المستقبل، مُعربًا عن شكره للنيابة العامة على دقتها واحترافيتها في التعامل مع القضية بالتعاون مع الجانب الروسي، على الرغم من الانتقادات والشائعات التي طرأت في هذا السياق.
تاريخ بداية القضية يعود إلى عام 2022، حينما أثار الفنان الروسي جورج كوراسوف جدلاً بتصريحاته حول اتهامه للرسامة غادة والي بسرقة أربع من تصاميم لوحاته واستخدامها بتعديلات طفيفة في إحدى محطات مترو الأنفاق في مصر، وتحديدًا في جداريات محطة مترو كلية البنات في القاهرة.
أفاد كوراسوف أن تاريخ إنشاء إحدى لوحاته التي تم استخدامها دون إذنه يسبق إنشاء جدارية إحدى محطات مترو الأنفاق المصرية بمدة تصل إلى 27 عامًا.
من جهتها، أكدت غادة والي في تصريحات صحافية سابقة أن لوحتها المتضمنة في جدارية محطة مترو القاهرة، والتي تسببت في هذه الأزمة، قد تشبه لوحة الفنان الروسي، وأشارت إلى أن السبب وراء هذا التشابه يعود إلى أن مصدر اللوحتين هو واحد، وهو الفن الفرعوني القديم.
