“اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا في غزة: تحديات الضمانات ومطلب بالانسحاب”
قالت ثلاث مصادر مختلفة لوكالة رويترز إن هناك توافقاً أساسياً بين إسرائيل وحماس بشأن إمكانية تبادل الأسرى خلال فترة وقف إطلاق النار التي قد تمتد لمدة شهر، ومع ذلك، تعاني الخطة الإطارية من صعوبات بسبب اختلاف وجهات نظر الجانبين حول كيفية التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية.
وقد تمحورت جهود الوساطة التي قادتها قطر والولايات المتحدة ومصر في الفترة الأخيرة حول استراتيجية تدريجية للإفراج عن مجموعات مختلفة من الرهائن الإسرائيليين، بدءاً من المدنيين وصولاً إلى الجنود، مع تحقيق وقف للأعمال العدائية، والإفراج عن السجناء الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار، بالإضافة إلى زيادة المساعدات المقدمة لقطاع غزة.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد المصادر، وهو مسؤول ذو خبرة في المفاوضات، قوله إن جولة الدبلوماسية الحالية بدأت في 28 ديسمبر، وتم تقليص الخلافات حول مدة وقف إطلاق النار المبدئي إلى حوالي 30 يومًا، بعد أن كانت حماس قد اقترحت في البداية هدنة تمتد لعدة أشهر.
ومع ذلك، تواصلت معاناة التقدم في الخطط بسبب رفض حماس، منذ تلك اللحظة، القيام بأي خطوات إضافية حتى يتم التوصل إلى اتفاق حول الشروط المستقبلية لوقف دائم لإطلاق النار، وفقًا لمصادر متعددة تصل إلى ستة.
وحسب وكالة رويترز، فإن معظم المصادر التي تم استشارتها في هذا السياق قد طلبت عدم الكشف عن هوياتها للحديث بحرية حول الأمور الحساسة.
وأكد أحد المصادر، وهو مسؤول فلسطيني مقرب من جهود الوساطة، أن إسرائيل تسعى للتفاوض بمراحل تدريجية، في حين تسعى حماس إلى التوصل إلى “صفقة شاملة” تشمل وقف دائم لإطلاق النار قبل أي إفراج عن الأسرى خلال المرحلة الأولية.
وأفاد المتحدث باسم البيت الأبيض يوم الثلاثاء بأن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، “بريت ماكجورك”، يتواجد في المنطقة للمرة الثانية خلال أسبوع للمشاركة في مناقشات حول إطلاق سراح الأسرى، مشيرًا إلى أن واشنطن ستؤيد “هدنة إنسانية” طويلة المدى.
ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض ووزارة الخارجية القطرية والهيئة العامة للاستعلامات في مصر على الفور على طلبات التعليق.
تظهر مشكلة الضمانات كعامل رئيسي يعيق التقدم في المحادثات، حيث أشار مصدران أمنيان مصريان إلى أن هناك جهودًا مستمرة لإقناع حركة حماس بقبول هدنة لمدة شهر، يليها وقف دائم لإطلاق النار.
وعلى الرغم من ذلك، تطالب حماس بالحصول على ضمانات لضمان تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة قبل الموافقة على التهدئة في المرحلة الأولى، ولم تقدم المصادر تفاصيل حول طبيعة هذه الضمانات.
وفيما يتعلق بالمفاوضات، أكد “سامي أبو زهري”، المسؤول البارز في حماس، يوم الاثنين لوكالة رويترز، أن الحركة مستعدة لمناقشة الأفكار والمبادرات، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، وأضاف سامي أبو زهري قائلاً: “نحن منفتحون على كافة المبادرات والمقترحات، ولكن أي اتفاق يجب أن يكون على أساس إنهاء العدوان والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة”.
تم طرح مقترح جديد من جانب إسرائيل يتعلق بإبعاد ستة من قادة حماس من قطاع غزة، وفقًا لمصدر رفيع المستوى في حماس، وأفاد المصدر أن إحدى العروض التي قدمتها إسرائيل تشمل إنهاء العمليات العسكرية في حال قامت حماس بطرد ستة من كبار قادتها من القطاع.
ومع ذلك، أكد المصدر أن حماس رفضت هذا الاقتراح بشكل قاطع، وأشار المصدر إلى أن القائمة تضم قادة شاركوا في هجمات على إسرائيل في 7 أكتوبر، بما في ذلك “يحيى السنوار” “ومحمد الضيف”، ويُعتبر الاثنان من أهم الأهداف التي تسعى إسرائيل لاستهدافها أو اعتقالها خلال النزاع، حيث يُعتقد أنهما يتحصنان في أنفاق تابعة لحماس.
ولم يتسنى لوكالة رويترز حتى اللحظة التحقق من هذا الاقتراح من مصادر إسرائيلية، ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” التعليق على الاقتراح أو على أي محادثات تحدث.
ووفقًا لتسجيلات تسربت إلى شبكة “إن 12” الإخبارية الإسرائيلية، قال نتنياهو إن سيناريو “الاستسلام والنفي” تمت مناقشته في أوائل يناير، ولكن لم يتم التأكيد على ذلك بشكل رسمي.
بعد مضي ما يقرب من أربعة أشهر على هجوم حماس على جنوب إسرائيل، الذي أسفر عن وفاة نحو 1200 شخص، يظهر أن الهجوم الإسرائيلي في غزة لم يحقق الهدف المنشود حتى الآن، وهو القضاء على القيادة العليا لحماس أو تقليص قدرتها على القتال، على الرغم من تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي وفقدان أرواح أكثر من 25 ألف فلسطيني.
أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع أن “الانتصار الكامل” على حماس هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب، ومع ذلك، يواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة للتوصل إلى اتفاق، خاصةً من أعضاء حكومته وعائلات حوالي 130 رهينة لا يزالون في الأسر منذ ذلك الحين.
وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن نتنياهو يجد نفسه في موقف حساس، حيث يحاول موازنة الحاجة إلى إنهاء النزاع مقابل تحقيق الأهداف العسكرية.
تكبد الجيش الإسرائيلي، يوم الاثنين، أعلى حصيلة من القتلى في يوم واحد في إطار هجومه على غزة، حيث بلغ عدد القتلى 24، منهم 21 في هجوم بقذائف صاروخية في وسط غزة، وثلاثة في مناطق أخرى.
وأفادت خمسة مصادر بأن إسرائيل رفضت مناقشة أي نهاية للحرب لا تتضمن تفكيك حماس، دون تحديد ما إذا كان إبعاد القادة سيشكل تنفيذاً لهذا الشرط.
وفي مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، “إيلون ليفي”، أن “الجهود مستمرة لضمان إطلاق سراح الرهائن”، مؤكدًا أن إسرائيل لن توافق على اتفاق لوقف إطلاق النار يتيح لحماس السيطرة على القطاع.
قامت قطر وواشنطن ومصر بلعب دور فعال في التفاوض على هدنة لمدة أسبوع في نوفمبر، أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة ونحو 240 سجينًا فلسطينيًا. وابتداءً من 28 ديسمبر، أُرسل إطار اتفاق جديد إلى حماس وإسرائيل من قبل المفاوضين القطريين، مطالبين الطرفين بالتوصل إلى اتفاق.