مبارزات ملحمية وقعت تحت أنظار الرسول “صلٍٍٍٍِ الله عليه وسلم”
كتبت: ايمان رضا
عادة العرب قديمًا عند تقابل الجيوش للحرب هو التبارز والتقاتل بين شخصين على إنفراد في ساحة المعركة قبل بدايتها، فيقوم أحد الأطراف بدعوة الآخر للمبارزة، والهدف منها إضعاف الروح المعنوية للطرف المنهزم وكذلك شحذ همة الطرف الفائز؛ ليبادر المنهزم بالرد بكل ثأر وطيش.
المبارزة الأولى
عندما كانت غزوة الخندق بين المسلمين والمشركين، حاول مجموعة من فرسان قريش العبور من أحد جوانب الخندق بخيولهم واستطاعوا الدخول، لكن تصدى لهم مجموعة من جيش المسلمين ليسدوا الثغرة، عندها صاح أحد المشركين واسمه (عمرو بن ود) قائلًا: هل من مبارز؟
وكان عمرو بن ود من أشجع فرسان العرب وأقواهم وعمره قرابة 90 عامًا، وهو قادمٌ ليثأر من غزوة بدر بعد أن جُرِحَ فيها، وعندما دعى للمبارزة، قال علي بن أبي طالب للرسول: أنا يا رسول الله، فقال له النبي “اجلس، فإنه عمرو بن ود” وكرر علي ذلك والنبي يكرر نفس الإجابة خوفًا عليه من عمرو بن ود، لكن وببعد إلحاحٍ منه، وافق الرسول وأعطاه سيفه وعمامته ودعا له: “اللهم أعنه عليه” فمشى إليه علي وهو يقول شِعرًا، فقال عمرو بن ود: ما أحب أن أقتلك، فرد علي عليه: أما أنا أحب أن أقتلك، فغضب عمرو بن ود وهجم عليه بسيفه، فصده علي بالدرع ثم ضربه بالسيف في ما بين كتفه وعنقه فسقط ميتاً، وكبر المسلمون.
المبارزة الثانية:
في غزوة أحد كان حامل راية قريش هو “طلحة بن أبي طلحة” وكان على بعيره ويصيح هل من مبارز؟!
فلم يتقدم له أحد لمعرفتهم بمدى قوة طلحة وبسبب قوته جعلوه يحمل الراية، فبادر الزبير بن العوام نحوه مسرعًا وركب معه على بعيره ثم ألقاه على الأرض وذبحه بسيفه، وكبر المسلمون.
المبارزة الثالثة:
عند اصطفاف الجيوش في غزوة أحد خرج رجل من المشركين اسمه “سباع الخزاعي” يطلب المبارزة، فخرج له حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- وصاح بوجهه قائلًا: أتحادُّ الله ورسوله؟ ثم بسرعة البرق هجم عليه حمزة وقـتله حتى قال المؤرخون(فكان كأمس الذاهب) أي جعله معدوم بسرعه.
المبارزة الرابعة:
في غزوة خيبر وعندما حصار المسلمون أحد حصونها “حصن ناعم” كان أميره اليهودي “مرحب” وكان هذا اليهودي من أشجع فرسان خيبر، وأثناء مبارزته مع الصحابي الجليل محمود بن مسلمة -رضي الله عنه- أصاب محمود نفسه بالخطأ فمات وأحس مرحب بأنه لن يغلبه أحد !
فخرج “مرحب اليهودي” يتفاخر ويطلب المبارزة ولكن أتاه من يعلمه درسًا لن ينساه، فخرج له رجل المبارزات الأقوى “علي بن أبي طالب” فشق رأس مرحب بسيفه فقتله وكان فتح هذا الحصن على يديه رضوان الله عليه.